تقييم المنهج المعرفي في تدريس اللغات الأجنبية An Evaluation of The Cognitive Method in Foreign Language Teaching
Main Article Content
Özet
يُعدّ المذهب المعرفي أحد أبرز الاتجاهات الحديثة في ميدان تعليم اللغات الأجنبية، إذ ينظر إلى عملية التعلم بوصفها نشاطًا عقليًا معقدًا يتجاوز حفظ المفردات والقواعد إلى فهم آليات معالجة اللغة داخل العقل البشري. وينطلق هذا المذهب من فكرة أساسية مفادها أن المتعلم ليس مستقبِلًا سلبيًا للمعلومات، بل هو مشارك نشط يقوم ببناء المعرفة اللغوية من خلال الربط والاستنتاج والتحليل. ولذلك يركز المذهب المعرفي على العمليات الذهنية الكامنة وراء اكتساب اللغة، مثل الانتباه، والترميز، والتخزين، والاسترجاع، إضافة إلى الوعي فوق المعرفي الذي يمكّن المتعلم من مراقبة تعلمه وتعديله.وقد أظهرت الدراسات أن تبنّي هذا المذهب يسهم في رفع مستوى الكفاءة اللغوية، لأنه يشجع المتعلمين على استخدام استراتيجيات ذهنية تساعدهم في فهم اللغة واستعمالها في مواقف جديدة، بدل الاكتفاء بالاستظهار. كما يعزز التعلم العميق من خلال ربط المعرفة الجديدة بالبنى العقلية السابقة، مما يؤدي إلى اكتساب أكثر ثباتًا وفاعلية. ومن النقاط البارزة في هذا المذهب اعتناؤه بالوعي اللغوي، الذي يمكّن المتعلم من فهم القواعد بشكل منطقي وتحليل بنية اللغة، وهو ما يرفع مستوى دافعيته وقدرته على التحكم في عملية التعلم.وإلى جانب ذلك، يتوافق المذهب المعرفي مع عدد من المقاربات الحديثة مثل التعلم القائم على المهام، والتعلم التعاوني، والتعليم المدمج، لكونها تجعل المتعلم محور العملية التعليمية وتتيح له فرصًا واسعة للتفاعل وبناء المعنى. وقد مكّن هذا المذهب المعلمين من تبنّي أساليب جديدة مثل الأنشطة الاستنتاجية، وتمارين التفكير الناقد، واستخدام التكنولوجيا لدعم الاستراتيجيات المعرفية. وبوجه عام، يكشف المذهب المعرفي عن أهمية الانتقال من تعليم اللغة بوصفها قواعد جاهزة إلى تعليمها كعملية عقلية ديناميكية، تستوجب وعيًا، وتخطيطًا، وتقييمًا مستمرًا، بما يضمن تعلّمًا أكثر فاعلية وعمقًا واستقلالية. وسيناقش هذا المقال كيفية تطبيق المنهج المعرفي في تعليم اللغات الأجنبية.
Article Details

Bu çalışma Creative Commons Attribution 4.0 International License ile lisanslanmıştır.
Referanslar
باي، م. (1970). لغات البشر. القاهرة.
بدوي، ع. الرحمٰن. (سنة غير مذكورة). مناهج البحث العلمي. الكويت: وكالة المطبوعات.
براون، د. (1994). أسس تعلم اللغة وتعليمها. بيروت: دار النهضة العربية.
البهي السيد، ف. (سنة غير مذكورة). علم النفس وقياس العقل البشري. القاهرة: دار الفكر العربي.
حماد، أ. ع. (1985). العلاقة بين اللغة والفكر. الإسكندرية.
الحنفي، ع. م. (سنة غير مذكورة). موسوعة علم النفس والتحليل النفسي. القاهرة: مكتبة مدبولي.
خرما، ن. (1398هـ). أضواء على الدراسات اللغوية المعاصرة. الكويت: عالم المعرفة.
الراجحي، ع. ع. (1979). النحو العربي والدرس الحديث. بيروت: دار النهضة العربية.
رشدي، طعيمة، أ. (1989). تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها: مناهجه وأساليبه. الرباط: منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسك).
زيدان، ع. الباقي. (1980) قواعد البحث الاجتماعي. القاهرة: مطبعة السعادة.
زيدان، م. (سنة غير مذكورة). الاستقراء والمنهج العلمي. الإسكندرية: مؤسسة شباب الجامعة.
الطيب، م. ع. الظاهر. (2000 ) مناهج البحث في العلوم التربوية والنفسية. القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية.
عبد القادر محمد، م. (سنة غير مذكورة). المنطق ومناهج البحث. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية.
على محمد، القاسمي. (1979). اتجاهات حديثة في تعليم العربية للناطقين باللغات الأخرى. الرياض: عمادة شؤون المكتبات، جامعة الرياض.
العيسوي، ع. الرحمٰن. (سنة غير مذكورة). مناهج البحث العلمي. القاهرة: دار الراتب الجامعية.
العيسوي، ع. الرحمٰن. (سنة غير مذكورة). مناهج البحث في علم النفس. القاهرة: الدار الجامعية.
فندريس. (1950). اللغة (ترجمة عبد الحميد الدواخلي ومحمد القصاص). القاهرة.
مطاوع، إ. ع. (1980). أصول التربية. القاهرة: دار المعارف.